❗الكاتب والمحلل السياسي يحيى دايخ❗ ❗️sadawilaya❗
14 كانون الأول 2025
في ظل تصاعد الجرائم الجماعية التي ترتكبها بعض الأنظمة السياسية بحق شعوب أو قوى مقاومة مشروعة، يطفو إلى السطح مصطلح "إرهاب الدولة" كمقابل موضوعي للعنف الفردي أو الجماعي غير المنظّم.
ويشكّل الكيان الإسرائيلي نموذجًا فريدًا لهذا النمط من الإرهاب، نظراً لما يحظى به من غطاء دولي وخاصة أمريكي يسمح له باستخدام العنف المفرط دون محاسبة.
وإنطلاقاً من السؤال التالي: إلى أي مدى يغذي إرهاب الدولة ظواهر العنف الفردي؟ وهل يمكن تحقيق توازن دولي في معايير الإدانة والمسؤولية؟
أولاً: تعريف "إرهاب الدولة" وتمييزه عن الإرهاب الفردي
- يُعرّف إرهاب الدولة بأنه "استخدام منظم للعنف من قبل سلطة رسمية لإخضاع مجموعات معينة سياسياً أو عرقياً أو دينياً".
- يختلف عن الإرهاب غير الحكومي بكونه يُمارس عبر أدوات شرعية ظاهريًا (جيش، قانون، أجهزة أمنية).
- يتمتع بغطاء سيادي يعيق الملاحقة، كما تحكمه علاقات دولية قد تُعطل المحاسبة.
ثانياً: إسرائيل كنموذج لإرهاب الدولة
1. الممارسات العدوانية
- القصف العشوائي على المدنيين (غزة، جنوب لبنان، الضاحية الجنوبية).
- استهداف المدارس والمستشفيات والبعثات الصحفية والطبية.
- حصار شامل وتجويع ممنهج (غزة 2007–الآن).
2. التغطية الدولية
- الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة وأوروبا.
- تعطيل قرارات مجلس الأمن (مثل الفيتو الأمريكي ضد مشروع وقف إطلاق النار في غزة ديسمبر 2023).
ثالثاً: ردود الفعل الفردية في ظل غياب العدالة
- جرائم الاحتلال تُنتج بيئة نفسية وسياسية تغذي العنف الفردي كرد فعل يائس.
- مثال: هجمات فردية على المدنيين في الغرب (كحادثة شاطئ بونداي) تترافق غالبًا مع فصول إبادة جماعية في فلسطين أو لبنان.
بالتحليل:
يتضح من خلال هذه الردود التالي:
- هذه الردود ليست عشوائية بل تعبّر عن حالة احتقان كوني تجاه ازدواجية المعايير الدولية.
- التضييق على المقاومة المشروعة يدفع بعض الأفراد للرد من خارج السياقات الرسمية.
رابعاً: ازدواجية المعايير في المحاسبة الدولية
مقابل الإرهاب الذي يمارسه الكيان الغاصب تظهر بشكل واضح إزدواجية المعايير والمحاسبة الدولية من خلال:
- وصم أي فعل عنيف من قِبل الأفراد بالإرهاب، مقابل تبرير أو تجاهل إرهاب الدولة.
- يُغيب العدالة ويحوّل القانون الدولي إلى أداة انتقائية، ما يقوض فعاليته ويشجع الاستبداد.
خامساً: التداعيات المستقبلية على الأمن الدولي
مما لا شك فيه أن الاهارب الذي يمارسه الكيان المحتل مترافقاً مع التغطية الأوروبية والأمريكية تحت مظلة إزدواجية المعايير الدولية ستنتج التالي:
1. تآكل الشرعية الدولية
- تقلص الثقة في المؤسسات الحقوقية والجنائية الدولية والأممية.
- اتساع الفجوة الأخلاقية بين الشعوب والمنظومة الأممية.
2. تصاعد العنف غير المنضبط
- دخول العنف الفردي مرحلة "اليأس المنظم" كرد فعل عالمي على تغوّل بعض الدول.
3. احتمالات التفكك الداخلي في الدول المتورطة
- الكين الإسرائيلي كمثال يواجه تحديًا داخليًا بين تصاعد العسكرة وتآكل الدعم الدولي الأخلاقي.
الاستنتاج:
إن إرهاب الدولة، خاصة عندما يُمارس بدعم دولي ويُقابل بصمت أممي، يُنتج موجات عنف عابر للحدود.
ولا يمكن وقف ردود الفعل الفردية إلا عبر تحقيق العدالة الدولية بحق مرتكبي جرائم الحرب.
وبالتالي لا سلام حقيقي دون محاسبة عادلة لكل أشكال الإرهاب، خاصة المسبب الأول للعنف الفردي وهو إرهاب الدولة المنظم (الإرهاب الإسرائيلي) وعندها يمكن محاسبة من يأسوا من العادلة الدولية ولكن حالياً كل رد فعل فردي على المجازر والإبادة والجرائم والفظائع التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين ولبنان يمكن ان تصنف على مبدأ العين بالعين والسن بالسن، علما أن العنف الإبتدائي سواءا كان صادر عن فرد أم دولة هو محل رفض وإدانة.